كلمة وزير الخارجية في اجتماع الدورة الـ150 لمجلس جامعة الدول العربية على المُستوى الوزاري

وزارة الخارجية العراقية
الأربعاء، 12 سبتمبر 2018

ألقى وزير الخارجية الدكتور ابراهيم الإشيقر الجعفري كلمة في في اجتماع الدورة الـ150 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، المنعقد في القاهرة يوم 11 أيلول 2018، تطرق فيها الى الملف العراقي والملفات المهمة على الساحة العربية خاصة تطورات الأوضاع في فلسطين وسوريا واليمن.

وقال السيد الوزير في مستهل كلمته: "إن دول العالم لا تقف بعيدة عما يمر به العراق، فمثلما وقفت معه في حربه ضدّ عصابات داعش وساهمت في صناعة النصر تقف إلى جانبه في الإعمار والبناء والمصالحة"، داعيا الى "أن تتحول نتائج مؤتمر الكويت (المنعقد في شباط 2018) بتقديم 30 مليار دولار للعراق غالبيتها العظمى بمنزلة سُلَف، من مجرد قرار إلى واقع حتى تشقَّ طريقها إلى الإعمار والبناء ومساعدة الشباب واستقطابهم حتى يبتعدوا عن أوساط الإرهاب.

من جانب آخر أضاف : حتى اليوم لا تزال القوات التركية متغلغلة في العمق العراقي، وموجودة رغم كل المناشدات. نحن لا نرفض العلاقة مع تركيا، ومع أي دولة من دول الجوار الجغرافي، لكن ذلك لا يعني أن نسكت عن اختراقاتها إذا دخلت إلى أراضينا، ومسّت السيادة سواء كانت تمس المواطن العراقي، أم الأرض العراقـية أم الثروات العراقـية لذا عشمي بكم أنَّ هذا الإجماع قدد تحقق في ظل الجامعة العربية.

وتابع معاليه: اليوم نشهد حرباً جديدة، وهي حرب المياه ما ترونه الآن من محاوَلة المضايَقة على نهر النيل، ومُحاوَلة خنق مصر، وخنق العراق بأنهاره يقرأونها، وخطـَّطون لها قديماً، وهي ليست عملاً عفويّاً، مشيرا الى "أن نضوب الماء في العراق بلد الرافدين أو إنخفاض منسوبه، يعني أن الزراعة والإنسان والأرض والحضارة العالميَّة مهددة".

واكد الدكتور الجعفري أنَّه "لا تجد الأمّة العربيَّة إطلالة أوسع من نافذة العراق لكي تطل على العالم مادام البلد أعرق تاريخيّاً، ومادام البلد الذي ابتُلِيَ بدكتاتورات، ثم تخلـص منها، وابتُلي بداعش، وقدم ما قدم من تضحيات. أبلغ رسالة تُقدِّمونها هي أن تقفوا إلى جانب العراق. ولا داعي للقلق والخوف من أحد، أن تصادر حقوقنا وتغتصَب قُدْسُنا ونبقى ساكتين فعلامَ السكوت".

وفي الشأن الفلسطيني تساءل معاليه: "ماذا يعني أن تُحبَس الأموال والمساعَدات عن أطفال فلسطين وعن شبابه، ماذا يعني أن هؤلاء على صغر عمرهم يقضون مضاجع الظالمين"، مطالبا الجامعة العربيَّة بـ"أن تعطي هؤلاء وتؤثرهم على أطفالها . وعلى الإنسان المتصدي والذي يبرز إلى الخط الأول في المواجهة أن يأخذ حصة كافية من الدعم والتقدير والإيثار والتفضيل علينا".

واستدرك بالقول: "إن العالم كلـه ينظر إليكم، فخاطبوا هذه الأجيال والأجيال اللاحقة حتى يقولوا: مرَّ من هنا جيل من الوزراء، والرؤساء والملوك والأمراء وأنصفونا. حتى يقولوا: يوماً من الأيام جلس خلف هذه الطاولات أناس كانوا بمُستوى القَدَر العربيِّ، وليس بقدر هذه البلدة أو تلك".

السيد الوزير عرج على الملف السوري قائلا: سبق أن دويت بصوتي هنا عِبْرَ هذه المِنصَّة، وتحدَّثت عن ضرورة عودتها إلى البيت العربي، ماذا يعني تأخير إلتحاق سورية بالجامعة العربيَّة؟ يعني أن تبقى القُتُول الجماعيَّة في سورية، ويبقى الفقر، ومن فصل مأساويٍّ إلى فصل آخر أشدَّ منه.

وفي ملف اليمن، كرر معاليه دعوته الى تبني الحلَّ السياسي في اليمن، "ما تضيق به البندقية يتسع له الخطاب السياسي والحوار المباشر نجلس معهم وجهاً لوجه لا يوجد حق مطلق"، مشددا على "أن اليمن تدفع ثمناً لذا يجب تحقيق الحوار وحقن الدم وإعادة إشراقة اليمن التي منذ زمن قديم تقدم لنا نموذج الحكم العادل لا توجد مشكِلة عصية على الحوار".

وختم كلمته بالقول: "مطلوب منا أن نُعِيد البيت العربي، بل الشرق الأوسط إلى حالة من التواؤم، والانسجام، والتكامل، والتعاون سويّة مادام الله -تبارك وتعالى- أعطانا كلَّ هذه القدرة، والقابليَّة"، متمنيا لهذا الاجتماع أن ينتهي بنتائج نوعيَّة، ولا يكتفي المجتمعون بتُسطير كلمات وخطب، يجب تحويل مفردات الخطاب إلى واقع مرئي.


لقراءة النص الكامل وزارة الخارجية العراقية، اضغط هنا.