كلمة وزير الخارجيَّة في مؤتمر الدعم لمُستقبَل سورية في نيويورك

وزارة الخارجية العراقية
الخميس، 27 سبتمبر 2018

شدَّد الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيَّة العراقـيَّة على ضرورة احترام الاتفاقات الدوليَّة الخاصة بالوضع السوريّ قائلاً: ندعو جميع الأطراف إلى أن تحترم التزاماتها بموجب القانون الدوليِّ، والقِيَم الإنسانيَّة؛ من أجل ضمان حماية المدنيِّين.

مُجدِّداً رفض العراق لأعمال العنف التي يتعرَّض لها المدنيّون: نُجدِّد رفضنا القاطع لجميع أعمال الإرهاب بوصفها أعمالاً إجراميَّة.

كاشفاً: تُرحِّب بلادي بالاتفاق الذي تمَّ التوصُّل إليه بين روسيا وتركيا لإنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح في محافظة إدلب.

مُتسائِلاً: مضت ثماني سنوات على المُحاوَلات العسكريّة.. ماذا كان حصادها؟! مزيداً من الدماء، والتشريد، والاضطراب، والآثار السلبيَّة التي عمَّت المُجتمَع السوريَّ بكلِّ مُكوِّناته، كما هدَّدت -أيضاً- أمن، وسلامة دول المنطقة المجاورة لسورية.

جاء ذلك في كلمة للجعفريّ في المُؤتمَرالذي تبناه الاتحاد الأوروبيِّ والأمم المتحدة بشأن الدعم لمُستقبَل سورية في سياق أعمال الدورة 73 للجمعيَّة العامة للأمم المتحدة في نيويورك:

الجعفريّ عدَّ أنَّ وقف العنف، وإراقة الدماء مع القضاء على الإرهاب في المنطقة أحد أهمِّ المواقف المبدئيَّة في سياسة العراق الخارجيَّة.

وأكّد موقف العراق المُلتزِم بوحدة الأراضي السوريَّة: نُؤكـِّد هنا التزامنا القويَّ بسيادة سورية، واستقلالها، ووحدتها، وسلامتها الإقليميَّة.

مُبيِّناً: أنَّ عودة النازحين ستُساهِم -بلا شك- في وقف إطلاق النار، والحوار الوطنيّ، والتعجيل بعمليّة المصالحة، وإعادة الإعماروالبناء، كما يكتسب أهمِّـيَّة بالغة في النُهُوض بعمليَّة سياسيَّة يقودها السوريُّون أنفسهم، ويملكون زمامها.

مُشِيراً إلى أنَّ الحقَّ في تقرير مُستقبَل سورية يقتصر على السوريِّين وحدهم؛ وتحقيقاً لهذه الغاية يكتسب التعاون من أجل إنشاء اللجنة الدستوريَّة، وبدء أعمالها أهمِّـيَّة بالغة.

وأفصح بالقول: مثلما قام العراق بدعم سورية في الفترة الماضية فإنّه سيضطلع بدور بنّاء في تحقيق السلام، والازدهار في سورية الشقيقة.

وإلى حضراتكم النصَّ الكامل لكلمة الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيَّة العراقـيَّة في المُؤتمَر الذي تبناه الاتحاد الأوروبيِّ والأمم المتحدة بشأن الدعم لمُستقبَل سوريةفي سياق أعمال الدورة 73 للجمعيَّة العامة للأمم المتحدة في نيويورك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم جميعاً...

اسمحوا لي في البداية أن أتقدَّم بوافر شكري، وتقديري للاتحاد الأوروبيِّ، والأمم المتحدة لإقامتها هذا الحدث المُهمِّ بشأن توفير الدعم لمُستقبَل سورية، والمنطقة.ونشكر السيِّدة فريدريكا موغريني لهذه المُبادَرة، ونشكر -أيضاً- السيِّد ستيفان ديمستورا المبعوث الدوليَّ للشأن السوريِّ؛لتعزيز عمليَّة السلام التي تقودها الأمم المتحدة..

نجتمع مرَّة أخرى لمناقشة مسألة حسَّاسة،وهي الحالة الراهنة، وغير المقبولة للشعب السوريِّ على الرغم من انخفاض النشاط العسكريِّ في الجزء الجنوبيّ الغربيّ من سورية؛ نتيجة لاستعادة الحكومة أراضيها التي كانت تُسيطِر عليها الجماعات المُسلـَّحة، وفرض سيطرتها بالكامل على تلك المناطق.. وهنا ندعو جميع الأطراف إلى أن تحترم التزاماتها بموجب القانون الدوليِّ،والقِيَم الإنسانيَّة؛ من أجل ضمان حماية المدنيِّين..

نُجدِّد رفضنا القاطع لجميع أعمال الإرهاب بوصفها أعمالاً إجراميَّة لا يُمكِن تبريرها أينما ارتُكِبت، وأيّاً كان مُرتكِبوها، ونعتقد أنَّ أيَّ جُهد، أو تدبير يُتخَذ في إطار القرار2410 في 2018 الذي ينصُّ على مكافحة الجماعات الإرهابيَّة التي حدَّدها مجلس الأمن؛ بغية فصلهم عن السكان المدنيِّين،ويجب -أيضاً- أن ينظر في حماية أرواح المدنيِّين بموجب القانون الدوليّ.. وبهذا الشأن تُرحِّب بلادي بالاتفاق الذي تمَّالتوصُّل إليه بين روسيا وتركيا لإنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح في محافظة إدلب إذ يأتي اتفاق سوتشي نتيجة للدبلوماسيَّة المُكثـَّفة، والمسؤولة في الفترة الماضية في أنقرة ودمشق، والتي تلاها مُؤتمَر القمة بين إيران وروسيا في طهران، إذ استند الاتفاق إلى روح عمليَّة إستانا،ونهجها القائم على مبادئ بإنشاء مناطق لتخفيف التوتـُّر، والحدِّ من احتمال وُقوع إصابات في صُفوف المدنيِّين في سياق مكافحة الإرهاب، كما يُمثـِّل الاتفاق الروسيّ-التركيّ خطوة في الاتجاه الصحيح،ويتماشى مع ما أعرب عنه رؤساء إيران،وروسيا، وتركيا بين الصلة التعاون؛ من أجل القضاء على جميع الإرهابيِّين مع أخذ الجوانب الإنسانيَّة بنظر الاعتبار.

السيِّدة الرئيسة...

مضت ثماني سنوات على المُحاوَلات العسكريّة.. ماذا كان حصادها؟

مزيداً من الدماء، والتشريد، والاضطراب،والآثار السلبيَّة التي عمَّت المُجتمَع السوريَّ بكلِّ مُكوِّناته، كما هدَّدت -أيضاً-أمن، وسلامة دول المنطقة المجاورة لسورية.

إنَّ وقف العنف، وإراقة الدماء مع القضاء على الإرهاب في المنطقة يُعَدُّ أحد أهمِّ المواقف المبدئيَّة في سياستنا الخارجيَّة؛ فإنَّمكافحة الإرهاب تتطلـَّب اتباع نهج شامل يُراعِي جميع جوانب تلك الظاهرة المقيتة،ونُؤكـِّد هنا التزامنا القويَّ بسيادة سورية،واستقلالها، ووحدتها، وسلامتها الإقليميَّة،وكذا سيُمكـِّن سورية من استعادة سيطرتها على أجزاء أخرى من أراضيها،شأنها في ذلك شأن أيِّ دولة أخرى.

السيِّدة الرئيسة...

ينبغي على المُجتمَع الدوليِّ أن يُرحِّب بذلك الاتفاق، وأن يُساهِم بشكل إيجابيٍّ في تنفيذه على وجه السرعة، وإيصال المُساعَدات لإنهاء الكوارث التي يتعرَّض لها الشعب السوريّ، وتطهير البلد من عناصر مُخرِّبة مع مُراعاة الشواغل الإنسانيَّة.

مرَّة أخرى نُؤكـِّد أنَّ عودة النازحين ستُساهِم -بلا شك- في وقف إطلاق النار،والحوار الوطنيّ، والتعجيل بعمليّة المصالحة، وإعادة الإعمار والبناء، كما يكتسب أهمِّـيَّة بالغة في النُهُوض بعمليَّة سياسيَّة يقودها السوريُّون أنفسهم،ويملكون زمامها..

إنَّ الحقَّ في تقرير مستقبل سوريا يقتصر على السوريِّين وحدهم؛ وتحقيقاً لهذه الغاية يكتسب التعاون من أجل إنشاء اللجنة الدستوريَّة، وبدء أعمالها أهمِّـيَّة بالغة.. وعلى الرغم من أنَّ سورية تمرُّبمرحلة حرجة في دحر الإرهابيِّين،واستعادة وحدتها، وسلامتها الإقليميَّة ينبغي على المُجتمَع الدوليِّ أن يقف صامداًلإرجاع الحياة من جديد في هذا البلد الجميل.

مثلما قام العراق بدعم سورية في الفترة الماضية فإنّه سيضطلع بدور بنّاء في تحقيق السلام، والازدهار في سوريةالشقيقة.

وشكراً لكم..


لقراءة النص الكامل وزارة الخارجية العراقية، اضغط هنا.